يحبهما العرب، ويفضلونهما بسبب ما عانوه من الحروب وقطع الأرحام، فخاطبهم بها ورغبهم فيها لمعرفته بقومه وما يثير عواطفهم، خصوصاً وأنه هو ابن سادن لصنم كان يعبده قومه، ففي هذا أيضاً ترغيب ضمني لكون ابن السادن يترك دين أبيه الذي له مكانة ووجاهة اجتماعية، بالإضافة إلى القرابين التي تدخل إلى بيت مال ذلك الصنم، فيرفض كل ذلك ويتبع ديناً غير دينه، إلا أن فيه ما هو أفضل، وقد تبعه قومه ولم يتخلف عنهم إلا رجل واحد.
(٤) يرغب بجير بن زهير بن أبي سلمى أخاه كعباً في الإسلام عن طريق ترغيبه في الحياة والنجاة من القتل، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد أهدر دم كعب بن زهير، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "من لقي كعباً فليقتله"، وذلك بسبب أبيات قالها في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عندما أسلم أخوه بجير، فبعد إهدار دمه أرسل بجير رسالة إلى أخيه كعب يرغبه في الإسلام بواسطة ترغيبه في الحياة فيقول في رسالته: اعلم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يأتيه أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله إلا قبل ذلك، فإذا جاءك كتابي فأسلم وأقبل. فإيضاحه أن الرسول يقبل من يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله فيه ترغيب لأخيه بالنجاة والسلامة من القتل، فكان له ذلك فأسلم وقال قصيدته المشهورة في رسول الله والتي مطلعها:
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول ... متيم إثرها لم يفد مكبول