ب) عندما قابل علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - المشرك عمرو بن عبد ود في غزوة الخندق وقبل أن يعرض عليه الإسلام امتدحه بأنه رجل له كلمة لا يتراجع عنها، وذلك في قول علي - رضي الله عنه -: (لا يدعوني أحد إلى واحدة من ثلاث إلا قبلتها (، وفي هذه إشارة إلى أن عمرو بن عبد ود رجل صاحب كلمة ومبدأ، فتذكير علي - رضي الله عنه - له بها فيه تقدير لمقالته واحترام له لأنه رجل ممن تحسب كلماتهم، إلا أن ذلك لم يكن له فائدة مع من كُتب عليه الشقاء مثل عمرو بن عبد ود حيث قتله علي كافراً.
جـ) في كتاب الوليد بن الوليد - رضي الله عنه - الذي أرسله إلى أخيه خالد بن الوليد - رضي الله عنه - والذي ذكرناه سابقاً، بالإضافة إلى أسلوب الترغيب فيه مدح له ولعقله، فقد قال له في كتابه:"بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد: فإني لم أر أعجب من ذهاب رأيك عن الإسلام، وعقلك عقلك، ومثل الإسلام جهله أحد؟! ".
وفي قوله:"وعقلك عقلك" أي وأنت صاحب العقل الراجح الذي يميز، وهذا مدح له ولما لديه من التمييز والعقل الراجح وكأنه يقول له:"يا صاحب العقل الراجح"، ففيها استمالة لنفس أخيه بمدحه لكي يعلم قدره عند الداعي وأنه له قيمة ومكانة.
د) بعد عودة عمير بن وهب - رضي الله عنه - إلى مكة من عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذهب إلى صفوان بن أمية في الحجر عند الكعبة وكان قد أرسله صفوان لقتل الرسول - صلى الله عليه وسلم - فقال له عمير: "أنت سيد من ساداتنا، أرأيت الذي كنا