للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"فالعدل في المدح يُعد أسلوباً مؤثراً من أساليب الدعوة، فعندما يذكر المرء أو القوم بصفاتهم الحسنة وخلالهم الجميلة حتى وإن كانوا كفاراً فإنه مما يدعوهم لحب المادح، وقبول المبادئ التي يدعو إليها" (١).

وقد مدح الرسول - صلى الله عليه وسلم - بعض الكفار فيما هو من صفاتهم الحميدة، فقد مدح بني شيبان عندما عرض نفسه عليهم وسمع ردهم فقام من عندهم وقال لأبي بكر - رضي الله عنه -: "أية أخلاق في الجاهلية ما أشرفها، يدفع الله بها بأس بعضهم عن بعض، وبها يتحاجزون فيما بينهم" (٢).

وقد اتخذ بعض الصحابة - رضي الله عنهم - هذا الأسلوب في دعوة المشركين إلى الإسلام، ومن هذه النماذج ما يأتي:

أ) عندما ذكر عثمان بن عفان - رضي الله عنه - قبل أن يسلم قصة خالته وما قالته له عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لأبي بكر الصديق، فكان رد أبي بكر - رضي الله عنه - فيه نوع من المدح لعقل عثمان بن عفان - رضي الله عنه - وحزمه، فقد قال له: (ويحك يا عثمان! إنك رجل حازم ما يخفى عليك الحق من الباطل (.

فوصف أبي بكر لعثمان - رضي الله عنهما - أنه حازم فيه مدح له في عقله وفي تصرفاته، وقد أسلم عثمان - رضي الله عنه - في ساعته، وذهب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - مع أبي بكر وشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.


(١) دعوة النبي - صلى الله عليه وسلم - للأعراب، حمود بن جابر الحارثي، ص ٢٥٠.
(٢) دلائل النبوة، البيهقي، باب عرض النبي نفسه على قبائل العرب وما لحقه من الأذى في تبليغه رسالة ربه، حديث إبان عن عبدالله البجلي في عرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نفسه على قبائل العرب، رقم ٧٢٨، ٢/ ٣١٣.

<<  <   >  >>