للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أ) إن من أبلغ الشواهد في سيرة الصحابة على القدوة والسيرة الحسنة هو أبو بكر الصديق - رضي الله عنه -، فقد كان رجلاً مؤلَّفاً لقومه، محبَّباً سهلاً ذا خلق، ومعروف، وكان قومه يأتونه ويألفونه لحسن مجالسته (١)، فكان لذلك تأثير على دعوته وعلى استجابة المدعوين له؛ لما يرونه فيه من سيرة تجعلهم يؤمنون أن من تتوافر فيه هذه الخصال لا يدعو إلَّا لحق، فقد أسلم على يديه كثير من كبار الصحابة، بالإضافة إلى ما كان يفعله من شراء العبيد وإعتاقهم. ومن دعوته - رضي الله عنه - بالعمل دون الكلام ما فعله من بناء مسجد في داره فكان يصلي فيه فيما ذكر ابن هشام من كلام أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - قالت: وكان رجلاً رقيقاً إذا قرأ القرآن استبكى، فيقف عليه الصبيان والعبيد والنساء يعجبون لما يرون من هيئته (٢).

فقيامه للصلاة وقراءته القرآن وبكاؤه كان لها تأثير على من يراه من الصبيان والنساء والعبيد، وهذه دعوة غير مباشرة وصامتة لكل من يراقبه.

ب) ومن أسلوب عرض القدوة الحسنة ما قاله العلاء بن الحضرمي للمنذر بن ساوى من ضمن حديثه معه حيث قال: "هل ينبغي لمن لا يكذب أن لا تصدقه، ولمن لا يخون أن لا تأمنه، ولمن لا يخلف أن لا تثق به"، وكان يقصد بذلك النبي - صلى الله عليه وسلم -.


(١) انظر: السيرة النبوية، ابن هشام، ١/ ٢٣٩.
(٢) انظر: المرجع السابق، ص ٣٤٤.

<<  <   >  >>