ففي هذا المثال يبين العلاء أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قدوة في الصدق، وقدوة في الأمانة، وقدوة في إعطاء الوعود، فعرض هذه الصفات على المنذر بن ساوى استجلاب لحواسه لكي يميز عن طريقها ما مدى كون هذا النبي قدوة في مكارم الأخلاق والسيرة الحسنة التي لا تصدر إلا من شخص يستحق أن يُتَّبَع ويُصَدَّق فيما أتى به؛ مما جعله يقول:"ولقد عجبت أمس ممن يقبله، وعجبت اليوم ممن يرده".
جـ) عندما ذهب عروة بن مسعود ليدعو قومه وكان لديهم ذا قدر ومكانة حتى إنه قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنهم لو وجدوني نائماً ما أيقظوني"، فعندما أتاهم ودعاهم وآذوه تركهم وأراد أن يريهم الإسلام بالطريقة العملية، فقام في صلاة الفجر وصعد على غرفة له فأذن بالصلاة لكي يدعوهم بطريقة غير مباشرة حتى يتعرفوا على الإسلام، إلا أن الشقاء في ذلك الوقت غلب عليهم فرماه أحدهم بسهم أصاب أكحله، فنزف دمه حتى مات - رضي الله عنه -، ولكن قبل مماته أراد أن يبلِّغهم الإسلام بأخلاقه، وذلك حتى آخر ساعة من حياته، فعندما أرادوا أن يقتتلوا بسببه نهاهم وتصدَّق بدمه على قاتله وقال:"هي كرامة أكرمني الله بها وشهادة ساقها الله لي"، فأيُّ إيمان وأخلاق يتصف به عروة - رضي الله عنه - الذي أوصل رسالة الإسلام لقومه بحسن الخلق وطيب الشمائل!
د) من القدوات الذين دعوا أقوامهم للإسلام أشخاص كان لهم عند أقوامهم مكانة ومنزلة رفيعة، ويرى أقوامهم أنهم أصحاب رأي سديد، فيثقون