للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جـ) خالد بن الوليد - رضي الله عنه - قائد الجيوش الإسلامية في العراق كان يدعو الأقوام قبل قتالهم، وذلك بإرسال الكتب لهم التي تبيِّن لهم أنهم إن لم يسلموا قاتلهم المسلمون حتى ينزلوا لحكم الإسلام، فقد أرسل إلى قادة الفرس كرستم ومهران وهرمز، وأرسل كذلك إلى ملأ فارس وعوامهم، وجميع كتبه كانت تبيِّن أنه يدعوهم إلى الإسلام أو الجزية أو القتال. ومن بعض كتبه ما جاء فيه: (فإنا ندعوكم إلى الإسلام، فإن أبيتم فأعطوا الجزية عن يد وأنتم صاغرون، فإن أبيتم فإن معي قوماً يحبون القتل في سبيل الله كما تحب فارس الخمر (. فالجهاد كان هو الأسلوب الأخير في الدعوة لدى خالد بن الوليد، وأنه أسلوب مطروح لاستخدامه في أي وقت كانت الحاجة إليه.

د) كان من سلمان الفارسي - رضي الله عنه - والذي جعله المسلمون داعية أهل فارس وذلك لعلمه بلغتهم، دعوة إلى الإسلام تضمنت دعوة بالقوة والجهاد، وعرض ذلك على المدعوين حتى يعلموا أن القوة هي الخيار الثالث، وذلك كان في دعوته لأهل القصر الأبيض، من مدن فارس وغيرها، وقد قال لهم: (إن أسلمتم فلكم مثل الذي لنا وعليكم مثل الذي علينا، وإن أبيتم إلا دينكم تركناكم عليه وأعطيتمونا الجزية عن يد وأنتم صاغرون، وإن أبيتم نابذناكم على سواء (. وقد دعاهم إلى ذلك ثلاثة أيام ثم انهدُّوا إليهم ففتحوا الحصن بالقوة. وكان من ذلك أن دخل كثير ممن في الحصن في الإسلام، ودخلت مدن أخرى في الإسلام دون قتال لما رأوا من حال من قبلهم.

<<  <   >  >>