للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أحمد بن إبراهيم الأشناني، عن أحمد بن عبيد، عن الواقدي، عن محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي، عن ابن أبي نجح، عن مجاهد، عن ابن عمر، قال: قال نمرود [١] عند صنيع إبراهيم عليه السلام بأصنامهم ما صنع:

ما ندري بأي شىء نعاقبه، قال: فقال له رجل من الأعراب: حرّقه بالنار. قال مجاهد: فقلت لابن عمر: أو لهم أعراب؟ فقال: الأكراد أعراب فارس، فهذا [١٢٤ ظ] يبطل دعوى الأعراب في العرب، وأما أنا فرأيت جماعة منهم يتقيّسون، ويدعون رجوع مناسبهم إلى قيس عيلان، على ما ذكر أولا.

وحكى ابن دريد في جمهرته، عند حرف الدال والراء والكاف، عن أبي اليقظان قال: زعم أنه كرد بن عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، [٢] وأنشدوا بيتا: [الطويل]

لعمرك ما الأكراد أبناء فارس ... ولكنّه كرد بن عمرو بن عامر

قال ابن الكلبي: هو كرد بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء، فان كان عربيا فاشتقاقه من المكاردة، وهو مثل المطاردة في الحرب.

ونعود إلى تعليق الوزير رحمه الله، قال: وهذه الأمم التي ذكرنا انسلاخها من العربية، فانّ المتأمّل إذا حقّق في أمرها أبان من نزوع أعراقهم، ومن اجتذاب المحتد لعاداتهم، ومن ظهورهم عليهم في القليل والكثير من شمائلهم ما يعجب منه.

حدثني أبو طالب بن حمّاد الكاتب، أنه شاهد رجلا أعجميا من ولد


[١] نمرود: ابن كنعان بن قوش ورد ذكره في سفر التكوين ١٠/٨ (وهو أول جبار في الأرض) ، يضرب به المثل للصياد الماهر، ذكر في القرآن الكريم في قصة إبراهيم دون ذكر اسمه، وذلك في قوله تعالى: فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ، فَأَنْجاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ، إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)
(العنكبوت ٢٣) .
(الموسوعة العربية الميسرة ٢/١٨٤٧)
[٢] لم أجد في نسب عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة من اسمه كرد، وكذلك لم أجد في نسب عمرو بن مزيقياء بن عامر بن ماء السماء من اسمه كرد. ينظر جمهرة أنساب العرب ص ٢٨٠ وما بعدها وص ٣٣١ وما بعدها.

<<  <   >  >>