كتاب المجموع اللفيف

الفصل الأول من المجموع اللفيف - [العودة إلى أصل الكرد] - ص: 329

السيد الحميري، وأنه وجده قحّا لا يفصح بنغية [١] من كلام العرب، قال: إلا أني وجدت العرق قد نزع به فصار في الشعر العجمي، من أحذق الناس به، والسيد الحميري [٢] فيما ذكر الأصمعي، من ولد يزيد بن ربيعة بن مفرغ الحميري [٣] ، وإن كان كذلك، فانه لعجيب أن يكون هذا الطبع فيهم من ريعان الزمان إلى هرمه، ومن صدر مدار [١٢٥ و] الفلك إلى عقبه، لأن يزيد كان أحد الشعراء المطبوعين، والهاجين الموجعين، وهم من آل ذي رعين، ولذلك يقول السيد: [٤] [البسيط]

إني امرؤ حميريّ حين ينسبني ... جدّي رعين وأخوالي ذوو يزن

ثم الولاء الذي أرجو النجاة به ... يوم القيامة للهادي أبي حسن

قال أبو طالب: فقلت له يوما: ما بلغ من حذقك في هذه الصناعة؟

فقال: سمعت العرب يعجبون من قول امرىء القيس: [٥] [الطويل]

---

[١] النغية: الكلام الذي لا يفهم، وأول ما يسمع من الخبر قبل التثبت منه.
[٢] السيد الحميري: إسماعيل بن محمد بن يزيد بن ربيعة بن مفرغ الحميري، شاعر إمامي متقدم كثير الشعر، كان أبو عبيدة يقول: أشعر المحدثين السيد الحميري وبشار، كان يتعصب لبني هاشم تعصبا شديدا، وأكثر شعره في مدحهم وذم غيرهم ممن يعادونهم، أخباره كثيرة، توفي سنة ١٧٣ هـ.
الذريعة ١/٣٣٣- ٣٣٥، روضات الجنان ١/٢٨، البداية والنهاية ١٠/١٧٣، الأغاني ٧/٢- ٢٣)
[٣] يزيد بن مفرغ: يزيد بن زياد بن ربيعة الملقب بمفرغ الحميري، شاعر غزل، كان من أهل تبالة (قرية بالحجاز مما يلي اليمن) ، واستقر بالبصرة، كان هجاء مقذعا، وله مديح، صحب عبّاد بن زياد، ولم يحسن صحبته فهجاه وسجنه عباد مدة، وأتى البصرة فكان يهجو عبادا وزيادا وأهله، فقبض عليه عبيد الله بن زياد وعذبه، وأراد قتله فلم يأذن له معاوية، وقال له: أدبه، فسقاه مسهلا وطيف به على حمار في أسواق البصرة، وكاد يهلك، توفي سنة ٦٩ هـ.
(معجم الأدباء ٧/٢٩٧، الشعر والشعراء ص ٣١٩- ٣٢٤، خزانة الأدب ٢/٢١٢- ٢١٦، الأغاني ١٧/٥١- ٧٣)
[٤] البيتان من قطعة في الأغاني ٧/٢٨٣- ٢٨٤، مع خلاف في الرواية.
[٥] ديوان امرىء القيس ص ٣٨.