للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وصلب يوسف بن عمر الثقفي، في خلافة هشام بن عبد الملك، زيد بن علي [١] بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عليهم السلام، في الكناسة [٢] ، وصلب معه معاوية بن إسحاق بن عوف الأنصاري، ونصر بن خزيمة العبسي، وكان صاحب ميمنة زيد رضي الله عنه، وبسبب زيد سمّيت الرافضة، وذلك أنهم بايعوه، ثم امتحنوه، فوجدوه يتولى إبا بكر وعمر، فرفضوه يومئذ، ليس برفضهم زيدا سموا رافضة، لأن من الزيدية اليوم خلقا كبيرا هم [١٩٥ و] .

فقال حفص الأموي يرثيهم: [٣] [الرمل]

أين روقا عبد شمس أين هم ... أين أهل الباع منهم والحسب

قل لمن يسأل عنهم إنّهم ... جثث تلمع من فوق الخشب [٤]


- نشبت حروب بينه وبين أمير العراقين مسلمة بن عبد الملك، انتهت بمقتل يزيد في مكان يسمى (العقر) بين واسط وبغداد، سنة ١٠٢ هـ. (الطبري ٨/١٥١، ٦/٣٥٤، التنبيه والإشراف ص ٢٧٧، وفيات الأعيان ٢/٢٦٤)
[١] زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، يقال له: (زيد الشهيد) ، كانت إقامته بالكوفة، ثم شخص إلى الشام، فضيق عليه هشام بن عبد الملك، وحبسه خمسة أشهر، وعاد إلى العراق، ثم إلى المدينة، فلحق به أهل الكوفة، يحرضونه على قتال الأمويين، ورجعوا به إلى الكوفة سنة ١٢٠ هـ، فبايعه أربعون ألفا على الدعوة إلى الكتاب والسنة وجهاد الظالمين، وكان العامل على العراق، يوسف بن عمر الثقفي، فكتب إلى الحكم بن الصلت، وهو بالكوفة أن يقاتل زيدا ففعل، ونشبت معارك انتهت بمقتل زيد في الكوفة، وحمل رأسه إلى الشام، فنصب على باب دمشق، ثم أرسل إلى المدينة فنصب عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم يوما وليلة، وحمل إلى مصر، فنصب بالجامع، فسرقه أهل مصر ودفنوه، كان مقتله سنة ١٢٢ هـ. (مقاتل الطالبيين ص ١٢٧ هـ، تاريخ الكوفة ص ٣٢٧، تهذيب ابن عساكر ٦/١٥، الفرق بين الفرق ص ٢٥)
[٢] الكناسة: محلة بالكوفة، عندها واقع يوسف بن عمر الثقفي زيد بن علي بن الحسين رضي الله عنه.
(ياقوت: الكناسة)
[٣] الأبيات من قطعة في تاريخ الطبري ٨/١٠١.
[٤] في الطبري: (أيها السائل عنهم أولو جثث تلمع من فوق الخشب) .

<<  <   >  >>