والكتاب في كل أحواله بستان فيه ما راق وشاق وعلّم وهذّب، فهو بحق بستان فيه ألوان الورود، والشجر والثمر والنبات، وأسباب الحياة، فقد حوى كل شئ من الثقافة الإسلامية والعربية في التفسير والحديث والأحكام الشرعية، واللغة والنحو والبلاغة والخطب والأخبار والرسائل، وأحوال الخلفاء الراشدين والأمويين والعباسيين وأخبارهم ومجالسهم وحروبهم، وهناك نقول من التوراة والإنجيل وأخبار الأمم الشعوب الأخرى، فيه الثقافة العامة المتعلقة بالإنسان والحيوان والسماء، والبروج والنجوم، والأنساب والقبائل، وأخبار الخطباء والوعاظ والقصاص، والقصص والنوادر والرسائل والرحلات، وأهل الفرق والشعوب وأصولها، وأخبار الأمم البائدة من الفراعنة والنماردة، وأصول الأقوام مثل الديلم والكرد وتحقيق ذلك، وأخبار الزهاد ومواعظهم، وأخبار النساء والحب والعشق، وكما عنى بشعر الرجال في شتى الموضوعات، فقد عنى بشعر النساء وأخبار الشاعرات فتمثل بمجموعة من أشعارهن، وكان للأعراب وشعرهم، وأقوالهم ونوادرهم، مكانا بارزا وعناية واضحة، والمروءة وما يستحسن من الأفعال، بالإضافة إلى أخبار العور والعميان ومن قتل وصلب، والأشراف والمنجبات وغيرهم. مع عناية بالمسائل اللغوية فدقق في أسماء النجوم والسماء والأشهر، ووقف عند طبيعة الأرض فذكر حرار العرب المشهورة وجبالها وتحديد مواضعها ونسبتها إلى قبائلها، والتفت إلى الجواهر والأحجار الكريمة وصيد اللؤلؤ، والعلاج والأدوية، وكذلك الخرافات والطيرة والمتطيرين وما إلى ذلك.
ومن مزايا هذا المجموع أنه نقل معلومات وفوائد من كتب فقدت ولم تصل، وحوى أشعارا مختارة في شتى الفنون لشعراء قدامى ومحدثين، فقدت دواوينهم، ولم تذكر في كتب الأدب والمختارات الشعرية، وقد جمع بين دفتيه من الشعر ما يكون ديوانا ضخما تبلغ أبياته آلاف الأبيات.
ولعل المؤلف أراد بهذا المجموع، وما فيه من مختارات ومنوعات ثقافية، أو ينشط القارئ والسامع ويدفع عنه الملل والسأم حين يقرأ في الموضوعات الطويلة والرتيبة، فجعل كتابه منوعات ثقافية فيها الفوائد