والنوادر، ومختلف الأفكار والأسمار والأشعار، دون تنسيق أو تبويب.
وإذا حاولنا التعرف على مواد الكتاب بنظرة سريعة كاشفة نجد: القضايا الإسلامية مما يتعلق بالقرآن الكريم من حيث نزوله وقراءته، وأحكامه وتفسير آياته، والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وهجرته إلى المدينة، وبناء المسجد النبوي، ومنبر الرسول ومن جلس مجلسه، والأماكن التي مر بها، وآداب المسجد والبخور والإنارة فيه، وإنشاد الشعراء فيه، وتوسعة المسجد في عهود الخلفاء وفضائل المدينة وفضائل مكة والبيت الحرام، وأطم المدينة ودور الأنصار.
أما اللغة فقد ذكر كثيرا من دقائقها، ومعاني الكلمات، وتفسير الغامض منها، ودلالات الألفاظ والجمل، وجعل للرسائل والخطب والرحلات والمواعظ حيزا كبيرا، وقد أعجب المؤلف بكتاب البيان والتبيين فنقل منه نصوصا مطولة، واتبع طريقته في اختيار الموضوعات وانتقاء الفوائد والطرائف، وكذلك فعل حين أختار وأقتبس ولخص من كتاب المحبر لابن حبيب، ونقل من كتب ضاعت أو وصل قسم منها مثل أمالي ابن دريد الذي لم يصل منه غير الجزء السابع [١] .
وفي الكتاب اهتمام متميز بالوصايا وخاصة وصايا الآباء لأبنائهم، ووصايا العلماء والفقهاء، والحكمة والمواعظ، وآداب المجالس، مجالس الملوك والخلفاء والعلماء، وصون اللسان، والكرامة وعزة النفس وحسن الجواب، وآداب الزيارة وعيادة المرضى، وكذلك آداب السفر، وما إلى ذلك.
والاختيارات كثيرة من بديع الكلام وجوامع الحكم، والأجوية المسكتة وبراعة الجواب، ويقابل ذلك عيوب الكلام من العي والتقصير في الكلام وسوء النطق، ولا يخلو الكتاب من أخبار النوكى والحمقى والموسوسين.
[١] وصل من أمالي ابن دريد الجزء السابع فقط، وهو مخطوط صغير في خزانة الرباط كتب في دمشق سنة ٦٤١ هـ. الأعلام ٦/٨٠ في ترجمة ابن دريد.