للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من النار التي ألقي فيها الخليل، . نحن نتبرّك بها وتحمل المجوس منها إلى جميع بلادهم.

فقال له: من يقدر على إطفائها؟ قال: قرأنا في كتابنا أنّه لا يقدر على إطفائها إلّا عيسى بن مريم، . فأشار الحسين إليها بكمّه فانطفت، فقامت على الديراني القيامة وقال: اللّه اللّه! قد إنطفت في هذه الساعة جميع نيران المجوس شرقا وغربا! فقال له: من يقدر على ردّها؟ فقال: قرأنا في كتابنا أنّه يقدر على ردّها من يقدر على إطفائها! فلم يزل يتضرّع إلى الحسين ويبكي فقال له: هل عندك شيء تدفعه إلى هذه المشايخ وأردّها؟ وكان عنده صندوق من دخل البيت من المجوس طرح فيه دينارا، ففتحه وسلّم ما فيه إلى المشايخ وقال: ما هاهنا غير هذا. فأشار الحسين بكمّه إليها، فاشتعلت وقال:

دنيا تخاد عني كأني لست أعرف حالها

حظر المليك حرامها فأنا اجتنيت حلالها

مدّت إليّ يمينها فرددتها وشمالها

فمتى طلبت زواجها حتى أردت وصالها

ورأيتها محتاجة فوهبت جملتها لها!

ومن ظريف ما نقل عنه أنّه قال له بعض منكريه: إن كنت صادقا فيما تدعيه فامسخني قردا! فقال: لو هممت بذلك لكان نصف العمل مفروغا عنه.

فلمّا تكلّم الناس في حقّه بقوله أنا الحقّ قال:

سقوني وقالوا: لا تغنّ! ولو سقوا … جبال سراة ما سقيت لغنّت!

تمنّت سليمى أن أموت بحبّها … وأسهل شيء عندنا ما تمنّت!

وحكى أبو عبد اللّه محمّد بن خفيف قال: دخلت على الحسين بن منصور

<<  <   >  >>