للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نسج الخزّ ثمّ عرف أنّه ليس عبده ولا اسمه خير، قال له: أنت في حلّ من جميع ما عملت لك. وفارقه.

وحكي أن رجلا جاءه وقال له: يا شيخ أمس قد بعت الغزل وشددت ثمنه في مئزرك، وأنا جئت خلفك وحللته فقبّضت يدي! فضحك الشيخ وأومى إلى يده فحلّت وقال: اصرف هذه الدراهم في شيء من حاجتك ولا تعد إلى مثلها. ورئي في المنام بعد موته، قيل له: ما فعل اللّه بك؟ قال: لا تسألني عن هذا، استرحت من دنياكم الوضرة!

وينسب إليها أبو محمّد رويم بن أحمد البغدادي. كان من كبار المشايخ وكان عالما بعلم القراءة والفقه على مذهب داود، وكان يقول: من حكمة الحكيم الشريعة على إخوانه والتضييق على نفسه، لأن حكم الشريعة اتّباع العلم وحكم الورع التضييق على نفسه.

حكي انّه اجتاز وقت الظهيرة بدرب في بغداد وكان عطشان، فاستسقى من بيت فخرجت جارية بكوز ماء فأخذ منها وشرب، فقالت الجارية: صوفي يشرب بالنهار! فما أفطر بعد ذلك. توفي سنة ثلاث وثلاثمائة.

وينسب إليها أبو سعيد أحمد بن عيسى الخرّاز. كان من المشايخ الكبار، صحب ذا النون المصري والسريّ السّقطي وبشرا الحافي، وكان أبو سعيد يمشي بالتوكّل.

حكى عن نفسه قال: دخلت البادية مرّة بغير زاد فأصابني فاقة، فرأيت المرحلة من بعيد فسررت بأن وصلت إلى العمارة ثمّ فكرت في نفسي اني سلوت، واتّكلت على غيري فآليت ألّا أدخل المرحلة إلّا إذا حملت إليها، فحفرت لنفسي في الرمل حفيرة وواريت جسدي فيها إلى صدري، فلمّا كان نصف الليل سمعوا صوتا عاليا: يا أهل المرحلة إن للّه وليّا في هذه المرحلة فالحقوه! فجاءت جماعة وأخرجوني وحملوني إلى القرية.

وينسب إليها الأستاذ عليّ بن هلال الخطّاط، ويعرف بابن البوّاب. كان

<<  <   >  >>