وقالوا: لا طريق لها إلّا ما ذكره الصبيّ! فملؤوها تبنا وتمّموها.
ومن عجائبها أمر باغاتها، فإنّها لا تشرب في السنة إلّا مرّة واحدة وتأتي بفواكه غضّة طريّة، وربّما لا تشرب في السنة وتأتي بعنب ضعيف.
ومن عجائبها مقابر اليهود، فإنّها فضاء واسع ليس بها آثار القبور، فإذا وجعت بطون دوابهم قادوها إليها وذهبوا بها في ذلك الفضاء يمنة ويسرة، فإنّه يزول وجعها.
ومن عجائبها سوق الخيل بموضع يسمّى رستق الشعير. ذكروا أن كلّ فرس يحمل إليه للبيع، فإن كان به حران يظهر في الحال.
ومن عجائبها مقبرة باب المشبك، فإنّها مقبرة شريفة بها قبور العلماء والشهداء والصلحاء والزهاد. يأتيها الناس ليلة الجمعة فيرون بها أنوارا عجيبة تصعد من القبور وتنزل فيها، وهذا أمر ظاهر يراه كلّ من يمشي إليها صالحا أو طالحا. ولقد رأيت في بعض الليالي عجيبا، وهو انّه قد طلع من بعض القبور كرة قدر إبريق، وصعدت نحو الهواء أكثر من غلوة سهم وأضاءت الجوانب من نورها، ورآها غيري خلق كثير شرعوا في التكبير والتهليل، وما كانت على لون النار بل كانت على لون القمر ضاربا على الخضرة ثمّ عادت إلى مكانها.
ينسب إليها الشيخ أبو بكر المعروف بشابان. كان شيخا عظيم الشأن يأتيه الابدال. كان له كرم وقطعة أرض وبقرة: يزرع قطعة الأرض حنطة، ويأخذ عنب الكرم ولبن البقرة وانّها شيء يسير يضيف بها من زاره. استشهد على يد الفداية يوم الجمعة في جامع دمشق بعد الصلاة في ازدحام الناس سنة إحدى وستمائة عن اثنتين وتسعين سنة.
وينسب إليها أبو حاتم محمود بن الحسن القزويني. كان فقيها أصوليّا، وكان من أصحاب القاضي أبي الطيب طاهر الطبري، له كتاب في حيل الفقه مشهور.
وكان من أولاد أنس بن مالك وابن عمّي.
وينسب إليها الشيخ أبو القاسم بن هبة اللّه الكموني. كان عالما عابدا ورعا من