للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أولاد أنس بن مالك. حكي انّه جاء في زمانه وال إلى قزوين، وبقزوين واديا ماء وهما من السيل، وسقي كروم أهل قزوين من هذين الواديين وهما مباحان، فأراد هذا الوالي أن يجعل عليهما خراجا، فشكا أهل قزوين إلى الشيخ، فذهب الشيخ إلى دار الوالي وقال لحاجبه: إن هذا الماء لم يزل مباحا لا يحل بيعه، وأصحاب هذه الكروم أرامل وأيتام، والكروم ضعيفة لها في السنة سقية واحدة، حاصلها لا يفي بمال الخراج. فدخل الحاجب على الملك وقال: ههنا شيخ ما يخلي ان هذا الأمر يتمشّى! فغضب الملك وسلّ سيفه وخرج بسيفه المسلول وقال: من الذي يمنع من بيع هذا الماء؟ فقام الشيخ وقال: أنا! فعاد الملك إلى داخل وقال:

افعلوا ما يقول هذا الشيخ! فإنّه لمّا قام رأيت على يمينه ويساره ثعبانين يقصدانني! فبطل ذلك العزم وذاك الماء مباح إلى الآن. وهذا الشيخ جدّي الخامس.

وينسب إليها أبو محمّد بن أحمد النجّار. كان عالما فاضلا أديبا فقيها أصوليّا ذا فهم مستقيم وذهن وقّاد، وكان عديم المثل في زمانه مع كثرة فضلاء قزوين.

كان أبوه نجّارا وهو أيضا كان بالغا في صنعة النجارة، وصاحب قزوين كان يرى له، وبنوا له بقزوين مدرسة وأصابه في آخر عمره الفالج. وله تصانيف كثيرة كلّها حسن. وحكي أن صاحب قزوين أخذ قاصدا من الباطنية ومعه كتاب، فلمّا فتحوا كان الكتاب أبيض، فأخبر الشيخ أبو محمّد عن ذلك، فأمر أن يعرض على النار، فلمّا عرضوه على النار ظهر عليه كتابة كتبوها إلى رجل من أهل قها، وطلبوا منه الإبل والحمام. وقها ناحية من أعمال الريّ.

فقال الملك: الإشكال بعد بحاله لأنّه ليس بقها الإبل ولا الحمام! فقال الشيخ أبو محمّد: طلبوا القسيّ والنبال. فقيل له: من أين قلت؟ فقال: أما سمعتم تشبيه الإبل بالقسيّ في قوله:

حوص كأشباح الحنايا ضمّر

<<  <   >  >>