وينسب إليها الشيخ أبو القاسم محمّد بن عبد الكريم الرافعيّ. كان عالما فاضلا ورعا بالغا في النقليات كالتفسير والحديث والفقه والأدب. وله تصانيف كثيرة كلّها حسن. كان يعقد مجلس العلم في جامع قزوين كلّ يوم بعد العصر، ويحضر عنده أكثر من مائتي نفس يذكر لهم تفسير القرآن. ومن عجيب أحواله انّه جاء ذات يوم على عادته، فلمّا فرغ من وظيفته بكى وقال: يا قوم قد وقعت لي واقعة ما وقعت لي مثلها، عاونوني بالهمّة! فضاقت صدور القوم وسأل بعضهم بعضا عن الواقعة فقالوا: ان تاجرا أودع عنده خمسمائة دينار وغاب مدّة طويلة، والآن قد جاء وطلبها، فذهب الشيخ إلى مكان الوديعة ما وجدها، والذي أخذها أمين لطول المدّة، فيخبر القوم حتى قال أحدهم: ان امرأة ضعيفة كانت خدامة لبيت الشيخ، والآن ترى حالها أحسن ممّا كانت. فطلبوا منها فوجدوا عندها، فجاء الشيخ في اليوم الثاني وأخبر القوم بأن همّتهم أثرت والواقعة اندفعت.
وحكي أن وزير خوارزمشاه كان معتقدا فيه، فقبّل يده فقال له الشيخ:
قبّلت يدا كتبت كذا وكذا مجلدا تصنيفا! فوقع من الدابّة وانكسرت يمناه، وكان يقول: مدحت يدي فأبلاني اللّه تعالى بها! توفي سنة ثلاث وعشرين وستّمائة عن نيّف وستّين سنة.
وينسب إليها الشيخ أبو عليّ حسنويه بن أحمد بن حسنويه الزبيري، الملقّب بمعين الدين. كان شيخا معتبرا من أعيان قزوين. ومن أعجب ما روي عنه أن أحدا إذا أصابه مس من الجنّ هو يحضر الجنّ ويشفع إليهم ويخلونه.
وينسب إليها الشجاع باك باز. كان صاحب آيات وعجائب، وكان ذا هيبة.
من رآه يمتلئ من هيبته، وكان الملك والفقير عنده سواء، يخاطب هذا كما يخاطب