وإذ رآه المصطفى تضجّرا ... من جرّ عتبة أبيه اعتذرا
(وكفّرت هفوته) أي: زلته تلك، وهو مفعول (كفرت) مقدم على فاعله الذي هو (الشهادة يوم اليمامة) :
هو يوم مشهور، كان في أيام أبي بكر، بعث فيه جيشا لقتال مسيلمة الكذاب، قتل فيه وحشيّ مسيلمة، واستشهد فيه أبو حذيفة ومولاه سالم، وجد أحدهما قتيلا عند رجل الآخر، رضي الله عنهما.
وكان ذلك في ربيع الأوّل من سنة اثنتي عشرة من الهجرة، كذا في تاريخ الخميس.
والذي يقتضيه كلام ابن الأثير وابن خلدون في «تاريخهما» : أنّها كانت في أواخر السنة الحادية عشرة؛ لأنّهم ذكروا أنّ مسير خالد إلى العراق في أوّل سنة اثنتي عشرة، وكان بعد فراغه من قتل أهل اليمامة، كذا في «الفتوحات الإسلامية»(لها) أي: للشهادة، يتعلق بقوله:
(أراده) أي: اليوم.
قال في «روض النهاة» : (ليس معناه: أنّه لم يقصد لها الأيام التي قبله، بل كل وقعة يقصدها للشهادة، لكن لم تقدّر؛ لامتداد أجله إلى ذلك اليوم) .
[تمني أبي حذيفة موت أبيه على الإسلام:]
(وإذ رآه) أي: أبا حذيفة (المصطفى) صلى الله عليه وسلم (تضجرا) من التضجر، وهو القلق من الغم (من جرّ)