للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وشاطروهم مالهم ونزلوا ... عن الحلائل لهم وأوّل

منازلكم وأموالكم، وإن أحببتم أعطيتهم وخرجوا من دوركم» .

فتكلّم سعد بن عبادة، وسعد بن معاذ، فقالا:

يا رسول الله؛ بل تقسم بين المهاجرين، ويكونون في دورنا كما كانوا، وقالت الأنصار: رضينا وسلّمنا يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهمّ؛ ارحم الأنصار، وأبناء الأنصار» فقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أفاء الله عليه، وأعطى المهاجرين، ولم يعط أحدا من الأنصار شيئا إلّا رجلين كانا محتاجين سهل بن حنيف وأبا دجانة، وأعطى سعد بن معاذ سيف كنانة بن أبي الحقيق.

وقال سيد المهاجرين أبو بكر رضي الله عنه: جزاكم الله يا معشر الأنصار خيرا، فوالله ما مثلنا ومثلكم إلّا كما قال الغنويّ:

جزى الله عنّا جعفرا حين أزلقت ... بنا نعلنا في الواطئين فزلت

أبوا أن يملّونا ولو أنّ أمّنا ... تلاقي الذي لا قوه منّا لملّت

ثم ذكر الناظم بعض تفضلات الأنصار في إيثارهم.

[فضل الأنصار بإيثارهم المهاجرين على أنفسهم:]

(وشاطروهم) أي: قاسموهم (ما لهم و) حتّى إنّهم (نزلوا) أي: الأنصار (عن الحلائل) أي: الزوجات (لهم)

<<  <   >  >>