للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أجاز أبناءيه واستصغرا ... من دونهم والجيش ذالا انبرى

(راثي) أي: أحمق ووقف به على لغة ربيعة.

ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزل الشّعب من أحد، في عدوة الوادي إلى الجبل، فجعل ظهره وعسكره إلى أحد، واستقبل المدينة وجعل جبل عينين- وهو جبل الرماة- على يساره.

إجازته صلى الله عليه وسلم أبناء خمس عشرة وردّه من دونهم:

(أجاز) صلى الله عليه وسلم في الخروج لميدان القتال في أحد (أبناءيه) أي: أبناء خمس عشرة سنة؛ لما عرضوا عليه (واستصغرا) بألف الإطلاق (من دونهم) في السن، وردّهم؛ لأنّه لم يرهم بلغوا، منهم: أسامة بن زيد، وعبد الله بن عمر، وزيد بن ثابت، وأبو سعيد الخدري، وأسيد بن ظهير، وعرابة بن أوس «١» ، والبراء بن عازب، وزيد بن أرقم، وسعد بن حبتة «٢» ، وزيد بن جارية، ورافع بن خديج.


(١) عرابة هذا هو الذي يقول فيه الشماخ الأسدي:
رأيت عرابة الأوسي يسمو ... إلى الخيرات منقطع القرين
إذا ما راية رفعت لمجد ... تلقّاها عرابة باليمين
وهو بفتح العين المهملة، صحابي جليل.
(٢) بفتح المهملة وسكون الموحدة وفتح الفوقية: هي أمه، واسم أبيه بجير مصغرا. ذكر الحافظ ابن عبد البر في «الإستيعاب» عن جابر بن عبد الله: (أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم نظر إلى سعد بن حبتة يوم الخندق يقاتل قتالا شديدا وهو حديث السن، فدعاه وقال له: «من أنت يا فتى؟» قال: سعد بن حبتة، فقال له النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «أسعد الله جدك، اقترب مني» فاقترب منه، فمسح على رأسه، قال: ولا يختلفون أنّ-

<<  <   >  >>