للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وغال مرحبا وقدّ حجرا ... من يابس الصّخر به تمغفرا

قال العوّام- يعني ابن حوشب أحد رواة الحديث-:

فحدّثني جبلة بن سحيم- أو حبيب بن أبي ثابت- عن ابن عمر، قال فمضى بذلك الوجه، فما تتامّ آخرنا حتى فتح الله على أولياء الله، فأخذ عليّ رضي الله عنه قاتل الأنصاري، فدفعه إلى أخيه، فقتله الرجل الأنصاريّ، وهو محمّد بن مسلمة.

[مقتل مرحب اليهودي:]

(وغال) أي: قتل علي بن أبي طالب (مرحبا) بوزن منبر كما ضبطه شارح «القاموس» وهو بطل يهود خيبر، وكان قد خرج مرحب صاحب الحصن وعليه مغفر يماني، وحجر قد ثقبه مثل البيضة على رأسه، كما قال الناظم: (وقدّ) بتشديد الدال؛ أي: وكان قد قطع مرحب (حجرا من يابس الصخر) أي: من الصخر اليابس والحجر الصلب (به) أي: بذلك الحجر، وهو متعلق بقوله: (تمغفرا) بألف الأطلاق أي:

تمغفر به؛ أي: جعله مغفرا- بكسر الميم-: وهو ما يجعله المتسلح تحت قلنسوته «١» .

[تنبيه:]

إنّما أعدت الضمير في (غال) إلى (عليّ) ؛ لأنّه ظاهر النظم، وهو الموافق لما في «صحيح مسلم» من رواية


(١) وأشار لذلك بعضهم وأجاد بقوله:
وشادن أبصرته مقبلا ... فقلت من وجدي به مرحبا
قدّ فؤادي في الهوى قدّة ... قدّ عليّ في الوغى مرحبا

<<  <   >  >>