للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خبر بسر بن سفيان الخزاعي عن قريش وصدّهم الرسول صلّى الله عليه وسلّم عن مكة:

ولمّا خرج وقد أحرم بالعمرة من ذي الحليفة- كما في الصحيح من رواية الزّهري- سار، حتى إذا كان بعسفان..

لقيه بسر بن سفيان الخزاعي- وكان بعثه عينا- فقال:

يا رسول الله؛ هذه قريش قد سمعت بمسيرك، فخرجوا معهم العوذ المطافيل «١» قد لبسوا جلود النمور، وقد نزلوا بذي طوى، يعاهدون الله أن لا تدخلها عليهم أبدا عنوة، وهذا خالد بن الوليد في خيلهم، قد قدّموها إلى كراع الغميم «٢» .

وقال ابن سعد: (قدّموا مئتي فارس عليها خالد بن الوليد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا ويح قريش، لقد أكلتهم الحرب، ماذا عليهم لو خلّوا بيني وبين سائر العرب؟! فإن هم أصابوني.. كان الذي أرادوا، وإن أظهرني الله عليهم.. دخلوا في الإسلام وافرين، وإن لم يفعلوا.. قاتلوا وبهم قوة، فما تظن قريش؟! فوالله؛ لا أزال أجاهد على الذي بعثني الله به، حتى يظهره الله أو تنفرد هذه السالفة» ) «٣» .


(١) جمع عائذ، وهي: الناقة حديثة النتاج، والمطافيل: الأمّهات التي معها أطفالها، يريد أنّهم خرجوا بذوات الألبان من الإبل ليتزوّدوا ألبانها، ولا يرجعوا حتى يناجزوا محمّدا وأصحابه في زعمهم. اهـ سهيلي
(٢) موضع بين مكة والمدينة أمام عسفان بثمانية أميال وعسفان من مكة على مرحلتين.
(٣) السالفة: صفحة العنق وهو كناية عن الموت.

<<  <   >  >>