ثمّ التقى الفريقان، فقاتل زيد بن حارثة براية رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى شاط في رماح القوم، وقتل طعنا بالرماح، ثمّ أخذها جعفر فقاتل بها، حتى إذا ألحمه القتال..
نزل عن فرس له شقراء عقرها «١» ، فقاتل حتى قتل، فكان جعفر أول رجل من المسلمين عقر في الإسلام، فقاتل حتى قتل وهو يقول:
يا حبّذا الجنة واقترابها ... طيّبة وباردا شرابها
والروم روم قد دنا عذابها ... كافرة بعيدة أنسابها
عليّ إذ لاقيتها ضرابها
قال ابن هشام: (وحدّثني من أثق به من أهل العلم: أنّ جعفر بن أبي طالب أخذ اللواء بيمينه.. فقطعت، فأخذه بشماله.. فقطعت، فاحتضنه بعضديه حتى قتل رضي الله عنه
(١) أي: ضرب قوائمها بالسيف. قال السهيلي: (ولم يعب ذلك عليه أحد، فدلّ على جواز ذلك إذا خيف أن يأخذها العدو، فيقاتل عليها المسلمين، فلم يدخل هذا في باب النهي عن تعذيب البهائم وقتلها عبثا، غير أنّ أبا داوود لمّا خرج هذا الحديث.. قال: ليس هذا بالقوي، وقد جاء فيه نهي كثير عن أصحاب النّبيّ صلى الله عليه وسلم. اهـ فكأنّه يريد أنّ الحديث ليس بصحيح، لكنه حسن كما جزم به الحافظ، وتبعه الشهاب القسطلاني، ونقله عن الحافظ العلّامة الزرقاني) اهـ