وبايعوه بيعة الرّضوان ... إذ قيل قد عدوا على عثمان
وشربوا من ماء السماء، فجاء ثلاثة نفر، فجلس اثنان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذهب الآخر معرضا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«ألا أخبركم عن النّفر الثلاثة؟ أمّا واحد: فاستحى من الله، فاستحى الله منه، وأمّا الآخر: فأقبل تائبا، فتاب الله عليه، وأمّا الآخر: فأعرض، فأعرض الله عنه» .
قلت: فالذي يظهر أنّ المراد بهذه الغزوة هي الحديبية؛ لأنّها التي مطروا فيها، وقوله:(حتى إذا كنا بعسفان) مشعر برجوعهم من الحديبية، فيوافق ما ذكره صاحب «الروض» والله أعلم.
(وكم) : هي للتكثير، فمدخولها مجرور (قليل غير ذاك) أي: كثير من الماء القليل سوى ما تقدم لك (كثّرا) ببركته صلى الله عليه وسلم، وبوضع يده الشريفة فيه (وكم قليب) وهو: البئر (بالمعين) بفتح الميم؛ أي: بالماء الكثير الجاري، قال الله تعالى: فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ (فجّرا) أي: أسيل، حتى قال الإمام النوويّ:(إنّ تكثير الماء ببركته صلى الله عليه وسلم أحاديثه بلغت مبلغ التواتر) .
[بيعة الرضوان تحت الشجرة وسببها:]
(وبايعوه) أي: رسول الله صلى الله عليه وسلم (بيعة الرّضوان) التي ذكرها الله عزّ وجلّ في قوله: لَقَدْ رَضِيَ