(وأوهن) أي: أضعف (الكفر) بقتل أئمّته؛ فإنّ غالب قتلى بدر من المشركين: صناديدهم، ورؤساؤهم (وأيد) أي: قوّى (الهدى) : وهو دين الإسلام، بتأييد أهله، فهم عند الله من الأبرار، وقد قال صلى الله عليه وسلم في حارثة بن سراقة الأنصاري وقد أصيب يوم بدر:«إنّه في جنة الفردوس» .
وذكر البخاري بسنده إلى معاذ بن رفاعة بن رافع الزرقيّ عن أبيه- وكان أبوه من أهل بدر- قال:(جاء جبريل فقال:
ما تعدّون أهل بدر فيكم؟ قال:«من أفضل المسلمين» أو كلمة نحوها، قال: وكذلك من شهد بدرا من الملائكة) وهذا مع قلة المسلمين وكثرة المشركين، مع ما كانوا فيه من سوابغ الحديد والعدّة الكاملة والخيل المسوّمة.
قال في «المواهب» : (أعزّ الله تعالى بيوم بدر رسوله، وأظهر وحيه، وتنزيله، وبيّض الله وجه النّبي وقبيله، وأخزى الشيطان وجيله) ؛ ولهذا قال الناظم رحمه الله تعالى:
[المغفرة لأهل بدر:]
(لهم) أي: للصحابة الذين شهدوا بدرا (من الله كتاب) أي: قدر قدّره الله لهم (سابق) في أزله على سعادتهم.. حتى قال صلى الله عليه وسلم لسيدنا عمر رضي الله عنه- حين كتب حاطب بن أبي بلتعة كتابا إلى قريش، وبعثه مع سارة قينة صيفي بن هاشم يخبرهم: أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم يريد