وهنا انتهى الكلام على غزوة الطائف، وبعدها رجع عليه الصّلاة والسّلام إلى الجعرانة؛ لقسم الأموال والسبايا.
قال في «الإمتاع» : (وأقام عليه الصّلاة والسّلام بالجعرانة ثلاث عشرة ليلة، وخرج ليلة الأربعاء لثنتي عشرة بقيت من ذي القعدة، وأحرم- أي: بالعمرة- ولمّا كملها..
عاد إلى الجعرانة من ليلته، فكان كبائت بها، ثمّ خرج يوم الخميس على سرف إلى مرّ الظهران، واستعمل على مكة عتاب ابن أسيد، وقال له:«أتدري على من استعملتك؟» قال:
الله ورسوله أعلم، قال:«استعملتك على أهل الله» ثمّ وصل إلى المدينة المنوّرة مظفرا منصورا يوم الجمعة لثلاث بقين من ذي القعدة من السنة الثامنة، والمدينة في تلهّف وتشوّق، واستطلاع لأنواره المحمّدية، عليه أفضل الصّلاة وأزكى التحية) .
وفي السنة التاسعة خرج لغزو الروم بتبوك.
[(٣٠) غزوة تبوك]
تبوك: بفتح الفوقية، وضم الباء الموحدة، اسم لا ينصرف؛ للعلمية والتأنيث المعنوي: لموضع بينه وبين المدينة المنوّرة من جهة الشام أربع عشرة مرحلة على الإبل