قتادة ذو العين ردّها النّبي ... بقوسه وقد تشظّظت حبي
درسا نقتدي بهم فيه؛ حتى ننال سعادة الدارين بشرف هذا الحب الخالص، وجدير بأبنائنا وشبابنا أن يتخذوا من سيرة الرسول العطرة وأصحابه الكرام ما يجعلونه سميرهم في هذه الحياة.
[بلاء قتادة والمعجزة في حادثة عينه:]
(قتادة) أي: ممّن ثبت قتادة بن النعمان بن زيد الأوسيّ «١»(ذو العين) التي أصيبت يوم أحد، فوقعت على وجنته، فأتى بها النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فقال له:«إن شئت صبرت، ولك الجنة، وإن شئت رددتها ودعوت الله لك، فلم تفقد منها شيئا» فقال: يا رسول الله؛ إنّ الجنة لجزاء جميل، وعطاء جليل، ولكني رجل مبتلى بحب النساء، وأخاف أن يقلن أعور، فلا يردنني، ولكن تردّها وتسأل الله لي الجنة، فقال:«أفعل يا قتادة» ، ف (ردها النّبي) صلى الله عليه وسلم، بأن أخذها بيده الشريفة، وردها إلى موضعها، وقال:«اللهمّ اكسه جمالا» .
وروى الطبرانيّ وأبو نعيم عن قتادة: (كنت أتّقي السهام بوجهي دون وجهه صلى الله عليه وسلم، فكان آخرها سهما ندرت منه حدقتي، فأخذتها بيدي، وسعيت إلى رسول الله
(١) شهد جميع المشاهد معه صلى الله عليه وسلم، سمعه عليه الصّلاة والسّلام يقرأ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ يرددها فقال: «وجبت» وتوفي سنة ثلاث وعشرين عن خمس وستين، وصلّى عليه عمر بن الخطاب.