عرف من عاداته صلى الله عليه وسلم: أنّه لا يسأل شيئا إلّا أعطاه (فأطلقوا وطردوا من طيبته) إلى أذرعات، وقال عليه الصّلاة والسّلام:«خلّوهم له، لعنهم الله ولعنه معهم» وتركهم من القتل، وأمر أن يجلوا من المدينة، وتولى ذلك عبادة بن الصامت، فلحقوا بأذرعات، فما كان أقل بقاءهم بها.
فائدة: طيبة: اسم من أسماء المدينة المنوّرة،
سميت بذلك لكمال المناسبة بين الاسم والمسمّى، وقد أخبر عليه الصّلاة والسّلام بأنّه ينصع طيبها وتنفي الخبث كما ينفي الكير خبث الحديد، والمشاهدة لمن نوّر الله بصيرته أكبر شاهد على ذلك، ولقد صدق والله القائل حيث يقول:
بطيبة عرّج إنّ بين قبابها ... حبيبا لأدواء القلوب طبيب
إذا لم تطب في طيبة عند طيب ... به طيبة طابت فأين تطيب؟
عزاه أبو سالم العياشي في «رحلته» إلى الشيخ إبراهيم بن الشيخ خير الدين، من علماء المدينة المنوّرة الذين أخذ عنهم، قال العياشي: وقد تطفلت عليه في ذلك فقلت: