واستكرهوا خير الورى فأخرجوه ... وبعد ما استلأم فيها استثبطوه
يا رسول الله، فإن أقاموا.. أقاموا بشرّ محبس، وإن دخلوا.. قاتلهم الرجال في وجوههم، ورماهم النساء والصبيان بالحجارة من فوقهم، وإن رجعوا رجعوا خائبين كما جاؤوا.
فلما يزل الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم، الذين كان من أمرهم حبّ لقاء القوم.. حتى دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بيته ومعه صاحباه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، ورأى الخروج، فعمّماه، وألبساه، وصفّ الناس ما بين حجرته إلى منبره، ينتظرون خروجه عليه الصّلاة والسّلام، وذلك يوم الجمعة حين فرغ من الصلاة) .
عزم الرسول صلّى الله عليه وسلّم على القتال:
وخرج عليهم عازما على القتال، لابسا لأمته، وقد ندم الناس وقالوا: استكرهنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكن لنا ذلك، فلمّا خرج عليهم صلى الله عليه وسلم..
قالوا: يا رسول الله؛ استكرهناك، ولم يكن لنا ذلك، فإن شئت.. فاقعد، فقال صلى الله عليه وسلم:«ما ينبغي لنبيّ إذا لبس لأمته أن يضعها حتى يقاتل» .
واللأمة بالهمزة وقد تترك تخفيفا، وجمعه لأم، كتمرة وتمر: هي الدرع، أو السلاح، أو أداة الحرب.
وإلى هذه الإشارة بقوله:(واستكرهوا) أي: أكرهوا، فالسين زائدة للتأكيد (خير الورى) صلى الله عليه وسلم على