ولم تزل بينهم المراجعه ... حتّى أتى سهيلهم فاسترجعه
في ملكه، وقيصر في ملكه، والنجاشيّ في ملكه، وإنّي والله؛ ما رأيت ملكا في قوم قطّ مثل محمّد في أصحابه، ولقد رأيت قوما لا يسلمونه لشيء أبدا، فروا رأيكم) .
بعث قريش سهيلا إلى الرسول صلّى الله عليه وسلّم للصلح:
(ولم تزل بينهم) أي: كفار قريش (المراجعة) أي:
مراجعة الرسل في شأن رد المسلمين عن البيت، وصدهم (حتى أتى) إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم (سهيلهم) أي:
سهيل بن عمرو، أخو بني عامر بن لؤي رسولا من قبل قريش، وكان من ساداتهم، وأسلم يوم الفتح بعد، وحسن إسلامه رضي الله عنه، وتقدمت ترجمته في غزوة بدر (فاسترجعه) أي: فطلب من النّبيّ صلى الله عليه وسلم أن يرجع عن البيت هذا العام؛ لأنّ قريشا لمّا بعثت سهيلا قالت له: اذهب إلى هذا الرجل فصالحه، ولا يكن في صلحه إلّا أن يرجع عنا عامه هذا، فو الله؛ لا تحدّث العرب عنا أنّه دخلها علينا عنوة أبدا.
قال الشهاب في «المواهب» : (قال معمر: فأخبرني أيوب عن عكرمة بن عبد الله أنّه لمّا جاء سهيل.. قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم:«قد سهل لكم من أمركم» وهذا من الفأل الحسن الذي كان عليه الصّلاة والسّلام يعجبه) .