للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وسئل الإيمان كي يحوزا ... مال قريش وبه يفوزا

فهاب أن يبدأ بالخيانه ... إيمانه ويدع الأمانه

فردّها لأهلها وأسلما ... وآب إذ إلى قريش أسلما

أبي العاصي، وكان لا يقدر على أن يفرّق بينهما) .

قال في «البداية» : (قلت: إنّما حرّم الله المسلمات على المشركين عام الحديبية سنة ست من الهجرة) .

[أمانة أبي العاصي وشرفه وإسلامه:]

(وسئل) أبو العاصي (الإيمان) بالله ورسوله (كي يحوزا مال قريش) الذي معه وقوله: (وبه) يتعلق بقوله: (يفوزا) بالنصب، معطوف على يحوزا؛ أي: كي يفوز بالمال.

(فهاب) أبو العاص (أن يبدأ بالخيانة) هي ضد الأمانة (إيمانه ويدع) أي: يترك (الأمانة) ولو من مشرك.

قال ابن هشام: (وحدّثني أبو عبيدة: أنّ أبا العاصي بن الرّبيع لما قدم من الشام، ومعه أموال المشركين.. قيل له:

هل لك أن تسلم وتأخذ هذه الأموال؛ فإنّها أموال المشركين؟

فقال أبو العاصي، بئس ما أبدأ به إسلامي، أن أخون أمانتي) .

(فردها) أي: الأمانة، وهي الأموال (لأهلها) قريش، قال: (يا معشر قريش؛ هل بقي لأحد منكم مال لم يأخذه؟

قالوا: لا، فجزاك الله خيرا، فقد وجدناك وفيّا كريما، قال:

فأنا أشهد أن لا إله إلّا الله، وأنّ محمّدا عبده ورسوله، والله ما منعني من الإسلام عنده إلّا تخوّف أن تظنوا أنّي إنّما أردت

<<  <   >  >>