(وسرّ) بالبناء للفاعل، ومفعوله (خير الخلق) صلى الله عليه وسلم (ذاك الخذل) من بني قريظة؛ لأنّه علم صلى الله عليه وسلم: أن قد قرب الفرج، فقال عند ذلك:«الله أكبر! أبشروا يا معشر المسلمين» .
[شدة خوف المسلمين، وظهور نفاق المنافقين:]
قال في «العيون» : (وعظم عند ذلك البلاء، واشتدّ الخوف، وأتاهم عدوهم من فوقهم، ومن أسفل منهم، حتى ظنّ المؤمنون كلّ ظن، ونجم النفاق من بعض المنافقين، قال تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْها وَكانَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيراً* إِذْ جاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا* هُنالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزالًا شَدِيداً.
[تنبيه:]
ما ذكره الناظم تبعا لأصحاب المغازي لا ينافي ما رواه الشيخان عن عبد الله بن الزّبير، قال: (كنت يوم الأحزاب أنا وعمر بن أبي سلمة مع النساء في أطم حسان، فنظرت فإذا الزّبير على فرسه، يختلف إلى بني قريظة مرتين أو ثلاثا، فلمّا رجعت.. قلت: يا أبت؛ رأيتك تختلف، قال: رأيتني