ومرّ راجعا إلى وادي القرى ... فشاطرت يهوده خير الورى
فخرجت مجتمعة كأنّ سائقا يسوقها، حتى دخلت الحصن على ربها، ثمّ تقدم إلى ذلك الحصن ليقاتل مع المسلمين، فأصابه حجر فقتله، وما صلّى لله صلاة قطّ، فأتي به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوضع خلفه، وسجّي بشملة كانت عليه، فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه نفر من أصحابه، ثمّ أعرض عنه، فقالوا: يا رسول الله؛ لم أعرضت عنه؟ قال:«إنّ معه الآن زوجتيه من الحور العين، تنفضان التراب عن وجهه» وتقولان: ترّب الله وجه من ترّبك، وقتل من قتلك» ) .
[(٢٥) غزوة وادي القرى]
ثمّ ذيّل الناظم غزوة خيبر بالكلام على وادي القرى- بضم القاف، وفتح الراء مقصورا- إذ هي في طريقه إلى المدينة المنوّرة، فقال:
(ومرّ) رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر سنة سبع في جمادى الآخرة (راجعا إلى وادي القرى) وهو اسم لقرية من قرى اليهود، بين المدينة وخيبر، وهي الآن من أعمال المدينة، وتسمّى بالعلى، فدعا أهلها إلى الإسلام، فامتنعوا من ذلك، وقاتلوا، ففتحها رسول الله صلى الله عليه وسلم عنوة، وغنّمه الله أموال أهلها، وأصاب المسلمون منهم أثاثا