وجعلوا كي يتروا خير الورى ... لغطفان نصف تمر خيبرا
[خروج الأحزاب من المشركين للحرب:]
فخرجت قريش في أربعة آلاف، ولواؤهم بيد عثمان بن أبي طلحة قبل إسلامه، وخيلهم ثلاث مئة فرس، وإبلهم ألف وخمس مئة بعير، وقائدهم أبو سفيان، وخرجت غطفان في ألف، وقائدهم عيينة بن حصن الفزاري، وقد أسلم بعد، وخرجت أشجع في أربع مئة، يقودهم مسعود بن رخيلة، وأسلم بعد ذلك، وسليم في سبع مئة، يقودهم سفيان بن عبد شمس، وبنو أسد، يقودهم طليحة بن خويلد الأسدي، وأسلم واستشهد بنهاوند، وخرجت بنو مرّة في أربع مئة، يقودهم الحارث بن عوف، وأسلم بعد ذلك، والجميع عشرة آلاف.
وكانوا ثلاثة عساكر، يقود الكل أبو سفيان، كما قال الناظم.
(عناجها) بكسر العين- مبتدأ-: وهو ملاك الشيء؛ أي: ملاك العساكر (إلى) أبي سفيان (بن حرب) وهو خبر المبتدأ، (وقريش تاجها) أي: العساكر؛ أي: قريش في مقدمتها.
(وجعلوا) أي: اليهود (كي يتروا خير الورى) أي:
لأجل ذلك، وهو مأخوذ من وتر الرجل: أفزعه، وأدركه بمكروه، كما في «القاموس» ويتعلق قوله: (لغطفان) بقوله: (جعلوا) ومفعوله (نصف تمر خيبرا) وهي مدينة لليهود سيأتي الكلام عليها إن شاء الله تعالى في غزوتها.