للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يدخلنا الجنّة إلّا من شرد ... عنه وعن توحيده أبى وصد

يقرب بالذّراع أو بالباع ... للمدّني بشبر أو ذراع

ومن أتى يمشي أتاه هروله ... فضاعف الأجر له وأجز له

[جزاء المطيعين لله الجنة:]

(يدخلنا) الله تبارك وتعالى معشر الموحّدين (الجنّة) بفضله المحض (إلّا من شرد) أي: فرّ ونفر (عنه وعن توحيده) يتعلق بقوله: (أبى) أي: امتنع عن توحيده (وصدّ) أي: أعرض.

ثمّ ذكر الناظم من تنزلات مولانا عزّ وجلّ لعباده المؤمنين، ما يحثّهم على المبادرة لطاعاته، والمسارعة إلى مرضاته، فقال:

[قرب العبد من ربه وقرب الرب من عبده:]

(يقرب بالذراع) لمن تقرّب إليه شبرا (أو بالباع) لمن تقرّب إليه ذراعا، والباع: قدر مدّ اليدين، ولذا قال:

(للمدّني) بضم الميم وتشديد الدال المفتوحة اسم فاعل، مأخوذ من: ادّنى مشدد الدال، قال السيد محمّد مرتضى في «تاج العروس» : (وادّنى ادّناء: افتعل، من الدنوّ؛ أي:

قرب) (بشبر أو ذراع) وفيه لف ونشر مرتب.

(ومن أتى يمشي) من المتقرّبين إليه (أتاه هرولة) بفتح الهاء: ما بين العدو والمشي، ولفظ الحديث بسند مسلم إلى أبي هريرة رضي الله عنه، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال:

<<  <   >  >>