نقله الشهاب عن شيخه السخاويّ- إلّا أنّها تقبل في باب المناقب والفضائل، كما هو معلوم ومقرر في محله.
وفي هذه القصة لطيفة، وهي: أنّ من طلب شيئا أو تعرض لطلبه.. يحرمه غالبا، وأنّ من لم يطلب شيئا ولم يتعرض لطلبه.. ربما وصل إليه.
والدهر يعطي الفتى ما ليس يطلبه ... يوما ويمنعه من حيث يطعمه
[فائدتان]
[الراية واللواء]
الأولى: قال الحافظ في «الفتح» : (صرح جماعة من اللغويين بترادف الراية واللواء، وهو العلم الذي يحمل في الحرب) لكن روى أحمد والتّرمذيّ عن ابن عباس، والطّبراني عن بريدة، وابن عديّ عن أبي هريرة، قالوا:(كانت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم سوداء، ولواؤه أبيض. زاد أبو هريرة: مكتوب فيها لا إله إلّا الله، محمّد رسول الله) وهو ظاهر في التغاير، وبه جزم ابن العربيّ فقال:(اللواء خلاف الراية، فاللواء: ما يعقد في طرف الرمح ويلوى عليه، والراية: ما يعقد فيه ويترك حتى تصفعه الرياح، فلعلّ التفرقة بينهما عرفية، وقد ذكره ابن إسحاق- وكذا أبو الأسود- عن عروة: أنّ أوّل ما وجدت الرايات يوم خيبر، وكانوا لا يعرفون قبل ذلك إلّا الألوية) .