وعرك النّبيّ أذن الواعي ... زيد بن أرقم ذي الاستماع
أن شهد الله على المنافقين ... بالكذب المحض وأولاه اليقين
[تصديق القرآن زيد بن أرقم:]
(فأنزل الله: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجنّا) بألف الإطلاق للوزن، يعني: فأنزل الله تعالى (سورة المنافقين) فيها تصديق لزيد بن أرقم: يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ ثمّ قال عليه الصّلاة والسّلام: «هذا الذي أوفى الله بأذنه» وأشار له الناظم بقوله: (وعرك) :
دلك (النّبيّ) صلى الله عليه وسلم (أذن الواعي) أي:
الحافظ، وأبدل منه قوله:(زيد بن أرقم ذي) أي: صاحب (الاستماع) للخبر المذكور من رئيس المنافقين (أن) أي:
لأجل (أن شهد الله) تعالى (على المنافقين بالكذب المحض) أي: الخالص في قوله تعالى: وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ (وأولاه) أي: وأعطى الله تعالى زيد بن أرقم (اليقين) والتحقيق في نقل خبر ابن أبيّ.
قال البرهان الحلبي في «إنسان العيون» : (عن زيد بن أرقم رضي الله تعالى عنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم تأخذه البرحاء، ويعرق جبينه الشريف، وتثقل به راحلته، فقلت: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوحى إليه، ورجوت أن ينزل الله تصديقي، فلمّا سرّي عن رسول الله