رواه ابن سعد بسند صحيح-: (ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وجد على أحد ما وجد على أهل بئر معونة) لا سيّما وقد جرت عادة العرب قديما بأنّ الرسل لا تقتل.
وتعرف هذه السّرية بسرية المنذر بن عمرو الساعدي، وببئر معونة، وبسرية القرّاء.
[الفرق بين البعث والسرية:]
تنبيه: قال العلّامة ابن المختار في «تبصرة المحتاج» : (قد بحثت أشد البحث عن الفرق بين البعث والسّرية، فلم أحصل في الفرق بينهما على طائل؛ لأنّ كلّا منهما معناه: هو الذي لم يخرج فيه النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام بنفسه الشريفة، فهما مترادفان، اللهمّ إلّا أن يقال: إنّ البعث ما أرسل للدعوة للدين، كأهل الرجيع، وأهل بئر معونة، والسرية: ما أرسل للقتال، فتسميتها إذا بالبعث من تسمية الكل باسم الجزء، والغزوة: ما خرج فيها عليه الصّلاة والسّلام بذاته الشريفة، إلّا مؤتة.. فإنّهم يعدونها في المغازي؛ إمّا لعظمها، أو لارتفاع معركتها له عليه الصّلاة والسّلام حتى شاهدها، فكأنّه حضرها بنفسه الشريفة) .
قال في «روض النّهاة» : (كان الناظم رحمه الله تعالى سئل نظم بعث الرجيع، فلمّا نظمه.. نظم بعث بئر معونة، ثمّ نظم الغزوات) اهـ