للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بأنّه كان يرى أنّ أباه ... يحجزه عن ميتة السّوء حجاه

وإذ معاذ بن عمرو بن الجموح ... أطنّ ساق ابن هشام الطّموح

أي: بسبب جرّ المسلمين إلى القليب (عتبة أبيه) مجرور بالفتحة، وأبيه بدل منه مجرور بالباء (اعتذرا) بألف الإطلاق كسابقه؛ أي: اعتذر أبو حذيفة.

(بأنّه كان يرى) أي: يعتقد (أنّ أباه) عتبة (يحجزه) أي: يكفه، ويمنعه (عن ميتة السوء) : وهي الموت على الكفر والعياذ بالله، وفاعل يحجزه قوله: (حجاه) بكسر الحاء؛ أي: عقله؛ يعني: أنّه لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمشركين أن يلقوا في القليب.. أخذ عتبة بن ربيعة، فسحب إلى القليب، فنظر النّبيّ صلى الله عليه وسلم في وجه ابنه أبي حذيفة.. فإذا هو كئيب متغير، فقال صلى الله عليه وسلم: «لعلّك قد دخلت من شأن أبيك شيء» أو كما قال صلى الله عليه وسلم، فاعتذر أبو حذيفة فقال: لا والله يا رسول الله، ما شككت في أبي، ولا في مصرعه، ولكني كنت أعرف من أبي رأيا وحلما وفضلا، فكنت أرجو أن يهديه ذلك إلى الإسلام، فلمّا رأيت ما أصابه، وذكرت ما مات عليه من الكفر، بعد الذي كنت أرجو له.. أحزنني ذلك، فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بخير، وقال خيرا.

[مقتل أبي جهل:]

(وإذ معاذ بن عمرو بن الجموح) بن حرام بن كعب بن غنم بن سلمة بكسر اللام (أطنّ) قطع (ساق) أبي جهل (بن

<<  <   >  >>