هم كشفوا إزارها عن مسلمه ... فهاج حرب بينهم والمسلمه
سلام رضي الله عنه، قال السمهودي في «الوفاء» : (منازلهم عند جسر بطحان ممّا يلي العالية، ولهم شجاعة) ولذا وصفهم بقوله: (المتصدّين) أي: المتعرضين (إلى القراع) بكسر القاف؛ أي: المقارعة والمضاربة.
قال في «القاموس» : (قرع رأسه بالعصا: ضربه) .
[سبب هذه الغزوة:]
وسبب ذلك: نقضهم العهد الذي كان بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقد روى ابن هشام:(أنّ امرأة من العرب قدمت بجلب لها من إبل، وغنم، وغيرهما فباعته بسوق بني قينقاع، وجلست إلى صائغ يهوديّ بها، فجعلوا يريدونها على كشف وجهها، فأبت، فعمد الصائغ إلى طرف ثوبها، فعقده إلى ظهرها، فلمّا قامت.. انكشفت سوءتها، فضحكوا بها، فصاحت، فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله، وكان يهوديا، فشدّت اليهود على المسلم فقتلوه، فاستصرخ أهل المسلم على اليهود، فغضب المسلمون، فوقع الشرّ بينهم وبين بني قينقاع) .
وهذا هو مراد الناظم بقوله:(هم) أي: يهود بني قينقاع (كشفوا إزارها) أي: المسلمة، فالضمير يعود على المجرور في قوله:(عن) امرأة (مسلمة) المتعلّق مع جاره بقوله: