بعث الرسول صلّى الله عليه وسلّم ضمرة إلى قريش إعذارا لها:
ولمّا قدم ركب خزاعة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخبروه خبرهم.. قال عليه الصّلاة والسّلام:«فمن تهمتكم وظنتكم؟» قالوا: بني بكر، قال:«أكلها؟» قالوا: لا، ولكن بنو نفاثة، ورأسهم نوفل، قال:«هذا بطن من بني بكر- يعني بني نفاثة- وأنا باعث إلى أهل مكة، فسائلهم عن هذا الأمر، ومخيّرهم في خصال ثلاث» فبعث إليهم ضمرة، يخيرهم بين أن يدوا قتلى خزاعة، أو يبرؤوا من حلف بني نفاثة، أو ينبذ إليهم على سواء، فأتاهم ضمرة فأخبرهم، فقال قرطة بن عمرو: لا ندي، ولا نبرأ، لكنّا ننبذ إليه على سواء، فرجع بذلك، فندمت قريش على ما ردّوا، وبعثت أبا سفيان.
قلت: روى هذا ابن عائذ عن ابن عمر، ونقله في «شرح المواهب» وقد استحسنت ذكر هذا الخبر هنا، عقب قدوم وفد خزاعة؛ لبيان أنّه عليه الصّلاة والسّلام لم يفاجئ قريشا على غرة حتى تثبت في الأمر، وسأل الركب عمّن كانوا يتّهمون، ولمّا علم من خبر الوفد أنّ تهمتهم كانت على بني نفاثة.. قال عليه الصّلاة والسّلام:«هذا بطن من بني بكر» يريد- والله أعلم- أنّ من الممكن أن تكون هذه الشّرذمة، أو هذا البطن من بني بكر، عصت على عصبتها الكبيرة وشذّت عنها، وأنّ قريشا بمكة لم تدخل في هذا الأمر، ولم ترض به، فهي على