من العذاب والنكال؛ ولهذا قال: وَجَعَلْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ حَصِيراً أي: مستقرّا، محصرا، وسجنا لا محيد لهم عنه.
قال قتادة: قد عاد بنو إسرائيل، فسلّط الله عليهم هذا الحيّ، محمّدا صلى الله عليه وسلم وأصحابه، يأخذون منهم الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صاغِرُونَ) اهـ
[بنو قينقاع أول من غدر من اليهود:]
(وقينقاع) من يهود المدينة (العمّه) بضم العين وتشديد الميم المفتوحة، جمع عمه: بكسر الميم المخففة وعامه، وهو المتحيّر في أودية الضلال، لا يعرف له جهة (العزاه) جمع عزه بالكسر وككتف: اللئيم، صفة ثانية لقينقاع الواقع مبتدأ، وخبره قوله:(أوّل من غدر من يهودا) وذلك بعد كتاب النّبيّ صلى الله عليه وسلم الذي كتبه بينه وبينهم، يؤمنهم فيه على أنفسهم وأهليهم وأموالهم، وقوله عليه الصّلاة والسّلام لهم وهم مجتمعون بسوق بني قينقاع كما تقدم:
«يا معشر يهود؛ احذروا من الله مثل ما نزل بقريش من النّقمة، وأسلموا، فإنّكم قد عرفتم أنّي نبيّ مرسل، تجدون ذلك في كتابكم وعهد الله إليكم» وإجابتهم بما تقدم ذكره عنهم قبّحهم الله.
قال الحافظ اليعمري في «عيون الأثر» عن ابن إسحاق:
(فحدّثني مولى لآل زيد بن ثابت، عن سعيد بن جبير، أو عن عكرمة، عن ابن عباس قال: ما نزل هؤلاء الآيات إلّا فيهم: