ثلاثة، فقلت: من هؤلاء؟ قالا: هذا إبراهيم، وموسى، وعيسى عليهم السلام، وهم ينتظرونك» ) .
[(٢٧) غزوة الفتح الأعظم]
فتح مكة زادها الله شرفا، وأهلها إنافة وكرما وتسمى فتح الفتوح؛ لأنّ العرب كانت تنتظر بإسلامها إسلام قريش، وتقول: هم أهل الحرم، وقد أجارهم الله من أصحاب الفيل، فإن غلبوا.. فلا طاقة لأحد بمحمّد، فلمّا فتح الله مكة.. دخلوا في دين الله أفواجا، بعد أن كانوا يدخلون فيه فرادى، ولم يقم بعده للشرك قائمة.
ولذلك قال العلّامة ابن القيّم في «زاد المعاد في هدي خير العباد» : (إنّه الفتح الأعظم، الذي أعزّ الله به دينه ورسوله وجنده وحرمه الأمين، واستنقذ به بلده وبيته، الذي جعله هدى للعالمين، من أيدي الكفار والمشركين، وهو الفتح الذي استبشر به أهل السماء، وضربت أطناب عزّه على مناكب الجوزاء، ودخل الناس في دين الله أفواجا، وأشرق به وجه الأرض ضياء وابتهاجا) اهـ
[تاريخ هذه الغزوة وسببها:]
وكان تاريخ هذه الغزوة في السنة الثّامنة من الهجرة، في شهر رمضان.