وقال عليه الصّلاة والسّلام في اليوم الثّاني من يوم الفتح، بعد أن حمد الله تعالى، وأثنى عليه بما هو أهله:«أيّها الناس؛ إنّ الله حرّم مكة يوم خلق السماوات والأرض، فهي حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة، فلا يحلّ لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دما، أو يعضد بها شجرة، فإن أحد ترخّص فيها لقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فقولوا له: إنّ الله قد أذن لرسوله، ولم يأذن لكم، وإنّما أحلّت لي ساعة من نهار، وقد عادت حرمتها الآن كحرمتها بالأمس، فليبلغ الشاهد الغائب» .
[تاريخ أنصاب الحرم:]
قال العلّامة أبو الوليد محمّد بن عبد الله الأزرقيّ، بسنده إلى ابن عباس رضي الله عنه:(أوّل من نصب أنصاب الحرم إبراهيم عليه السّلام، يريه ذلك جبريل عليه السّلام، فلمّا كان يوم فتح مكة.. بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم تميم بن أسد الخزاعيّ، فجدد ما رثّ منها) .
وذكر أيضا أبو الوليد بالسند إلى عبيد الله بن عتبة: (أنّ إبراهيم عليه السّلام نصب أنصاب الحرم، يريه جبريل عليه السّلام، ثمّ لم تحرّك حتى كان قصيّ فجدّدها، ثمّ لم تحرك حتى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبعث عام الفتح تميم بن أسد الخزاعي فجدّدها، ثمّ لم تحرك حتى كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فبعث أربعة من قريش، كانوا يتبدّون