وقد أبدع بعض الشعراء معنى بديعيا من قتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه مرحبا اليهودي مستخدما الجناس التام في البيتين التاليين، هامش (٢)(ج ٢/ ص ١٤٩) يقول الشارح رحمه الله:
وأشار لذلك بعضهم وأجاد بقوله:
وشادن أبصرته مقبلا ... فقلت من وجدي به مرحبا
قدّ فؤادي في الهوى قدة ... قدّ علي في الوغى مرحبا
إلى غير ذلك من الاستشهادات العديدة للمعاني الرفيعة، والخيال البديع.
[عاشرا: العرض الإجمالي لأهم الأحداث من عام ولادته صلى الله عليه وسلم إلى عام وفاته:]
ختم الشارح رحمه الله تعالى هذا الكتاب بما اعتاده بعض المؤلّفين في السيرة النبوية الشريفة بعرض بعض الأحداث والتشريعات المهمة، التي وقعت من عام ولادته الشريفة صلى الله عليه وسلم الذي شرف الله به العالمين إلى عام وفاته صلى الله عليه وسلم.
ويلاحظ في هذا العرض أمور:
أولا: أنّه لم يكن متسلسلا سنة بعد سنة ترتيبا متتابعا، بل حسب وقوع الأحداث، السابق فالتالي، وإن تباعد ما بينهما؛ ولعله لم يوجد بينهما من الأحداث المهمة ما يوجب رصده، والاهتمام به.
بدا هذا واضحا منذ بداية العرض الموجز لقائمة الأحداث المهمة، حيث انتقل الشارح رحمه الله تعالى من سنة ولادته صلى الله عليه وسلم إلى السنة الرابعة مباشرة، ومنها إلى السادسة، وقد تتسلسل الأحداث زمنيا إذا حدث ما يستدعى ذكره من الأحداث.