والشارح رحمه الله تعالى يقول الشعر، ويحفظه، خصوصا الشعر الرصين، الرفيع المعاني، الرقيق الحواشي، البليغ العبارة، وقد نثر هذا في مناسبات عديدة من الشرح، بما يلائم الموقف الذي يتحدث فيه.
ففي عرض أحداث غزوة خيبر، وتطلّع الصحابة رضوان الله عليهم إلى أن يعطى كل واحد منهم الراية عندما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«لأعطينّ الراية رجلا يحبه الله ورسوله» ، ثمّ أعطاها عليا رضي الله عنه، وكان متخلفا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لرمد أصابه، ثم لحق بالنّبيّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وكانت الراية من نصيبه، ويعلق الشارح رحمه الله تعالى على هذا الحدث العظيم في (ج ٢/ ص ١٤٦) بقوله:
(وفي هذه القصة لطيفة، وهي: أنّ من طلب شيئا، أو تعرّض لطلبه..
يحرمه غالبا، وأنّ من لم يطلب شيئا، ولم يتعرض لطلبه.. ربما وصل إليه) .
ثمّ يستشهد على هذا بالبيت التالي:
والدهر يعطي الفتى ما ليس يطلبه ... يوما ويمنعه من حيث يطمعه
وإذا دعت المناسبة لذكر بعض الأشعار ذات المعاني الطريفة.. فإنّه يستشهد بها، مقدما لها بعنوان له مدلوله الرقيق (لطيفة) .
من هذا ما ذكره تحت هذا العنوان بعد الحديث عن أهل بدر وما خصّهم الله من مغفرة ورضوان قائلا: