في بواديها، فجدّدوا أنصاب الحرم، منهم مخرمة بن نوفل، وأبو هود سعيد بن يربوع المخزوميّ، وحويطب بن عبد العزّى، وأزهر بن عبد عوف الزهريّ) .
[إرهاب قريش بإيقاد عشرة آلاف نار:]
ثمّ أراد الناظم أن يذكر ما أمرهم به النّبيّ الأعظم صلى الله عليه وسلم حينما قارب مكة؛ ممّا جعل قريشا في رعب منهم، فقال:(وحين حلّ) ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم (بإزاء) أي: بمقابل (الحرم) بموضع يسمى مرّ الظّهران:
بفتح الميم، وتشديد الراء، هو المعروف اليوم بوادي فاطمة مسيرة ليلة من مكة على الجمال، وساعة بالسيارة (أمر أن يوقد كل مسلم نارا) لتراها قريش، فترعب من كثرتها، فأوقدوا عشرة آلاف نار (فأبصر أبو سفيانا) بالألف الزائدة لإطلاق القافية قوله: (وكان يرتقبه) أي: النّبيّ صلى الله عليه وسلم؛ أي: يخاف أن يخرج في أصحابه لقتاله، جملة معترضة بين أبصر، ومفعوله الذي هو (النيرانا) أي: فأبصر أبو سفيان هذه النيران الكثيرة حتى قال: ما هذه النيران؟
لكأنّها نيران عرفة، وكانت قد جرت عادتهم بإيقاد النيران الكثيرة ليلة عرفة.