وعلّهم أيضا بهذي الغزوة ... ما كان عن صبابة في ركوة
المشركين، ومفاجأتهم بالجيش؛ طلبا لغرّتهم، والسفر وحده للحاجة، والتنكب عن الطريق السهل إلى الوعر للمصلحة، والحكم على الشيء بما عرف من عادته، وإن جاز أن يطرأ عليه غيره، وإذا وقع من شخص هفوة لا يعهد منه مثلها لا ينسب إليها، ويردّ على من نسبه إليها، ومعذرة من نسبه إليها ممّن لا يعرف صورة حاله؛ لأنّ خلاء القصواء لولا خارق العادة لكان ما ظنه الصحابة صحيحا، ولم يعاتبهم صلى الله عليه وسلم على ذلك لعذرهم، والتصرف في ملك الغير بالمصلحة بغير إذنه الصريح إذا سبق عنه ما يدل على الرضا بذلك؛ لأنّهم زجروها بغير إذن ولم يعاتبهم) اهـ من «الفتح»
ثمّ أراد الناظم رحمه الله تعالى أن يذكر ما جرى في هذه الغزوة من المعجزات من هذا النوع، ومعجزاته صلى الله عليه وسلم تزيد على رمل عالج، فقال تغمّده الله برحمته، وأجزل عليه من رضوانه ومثوبته.
معجزة الرسول صلّى الله عليه وسلّم بفوران الماء من بين أصابعه:
(وعلّهم) أي: سقاهم النّبيّ صلوات الله وسلامه عليه كثيرا (أيضا بهذه الغزوة ما) أي: الماء الكثير الذي (كان عن صبابة) بضم الصاد: بقية الماء (في ركوة) بتثليث الراء المهملة، وهي: إناء صغير للماء من جلد كالإبريق.