كلا المجدّع وسعد المفتدى ... سأل ربّ العرش منهم أسدا
والحزن يحرقها، والشيطان ينطقها، ثمّ إنّ الله هداها إلى الإسلام، وعبادة الله، وترك الأصنام، أخذ بحجزتها عن سوء النار، ودلّها على دار السلام، فصلحت حالها، وتبدّلت أقوالها، حتّى قالت له صلى الله عليه وسلم: والله يا رسول الله؛ ما كان على أهل الأرض أهل خباء أحبّ إليّ أن يذلوا من أهل خبائك، وما أصبح اليوم أهل خباء أحبّ إليّ أن يعزّوا من أهل خبائك، فالحمد لله الذي هدانا برسوله أجمعين) .
[استشهاد عبد الله بن جحش كما سأل ربه:]
(كلا المجدّع) بصيغة اسم المفعول في الأصل:
المقطوع الأذن، أو الأنف، أو هما، أو اليد، أو الشفة، والمراد به هنا: سيدنا عبد الله بن جحش «١» ؛ فإنّه قطع في هذا
(١) ابن رياب- براء وتحتانية وآخره موحدة- ابن يعمر الأسدي، حليف بني عبد شمس أحد السابقين، قال ابن إسحاق: هاجر إلى الحبشة، وشهد بدرا. روى البغوي من طريق إبراهيم بن سعد عن مسلم بن محمّد الأنصاري، عن رجل من قومه قال: (آخى النّبيّ صلى الله عليه وسلم بين عبد الله بن جحش وعاصم بن ثابت) ومن طريق زياد بن علاقة عن سعد بن أبي وقاص، قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية قال: «لأبعثنّ عليكم رجلا أصبركم على الجوع والعطش» فبعث علينا عبد الله بن جحش، فكان أوّل أمير في الإسلام. قال الزّبير: كان يقال له المجدع في الله، وكان سيفه قد انقطع يوم أحد، فأعطاه النّبيّ صلى الله عليه وسلم عرجونا، فصار في يده سيفا، فكان يسمّى ذا العرجون قال: وقد بقي هذا السيف حتى بيع من بغا التركي بمئتي دينار. اهـ ملخصا