قال الشهاب في «المواهب» : (قال العلماء: لم يكن سؤال عمر- رضي الله عنه- وكلامه شكّا في الدين، حاشاه! بل طلبا لكشف ما خفي عليه من المصلحة، وحرصا على إذلال الكفار وظهور الإسلام، كما عرف من خلقه وقوته في نصر الدين وإذلال المبطلين، وأمّا جواب أبي بكر بمثل جواب النّبيّ صلى الله عليه وسلم.. فهو من الدلائل الظاهرة على عظيم فضله وبارع علمه، وزيادة عرفانه ورسوخه، وزيادته في كل ذلك على غيره) .
وقال الزرقاني:(ألا ترى أنّه صرّح في الحديث: أنّ المسلمين استنكروا الصلح المذكور، وكانوا على رأي عمر، فلم يوافقهم أبو بكر، بل كان قلبه على قلب النّبيّ صلى الله عليه وسلم سواء؟) اهـ
[أمر أبي بصير الثقفي:]
وممّن خرج مسلما من قريش في هذا العهد إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم بالمدينة: أبو بصير- بالتكبير- واسمه: عتبة بن أسيد الثقفي، فأرسلوا في طلبه رجلين:
خنيس بن جابر من بني عامر، ومولى يقال له: كوثر، فقالوا: العهد الذي جعلته لنا، فدفعه إلى الرجلين. زاد ابن إسحاق: (فقال: أتردني إلى المشركين يفتنونني عن ديني ويعذبونني؟! قال:«اصبر واحتسب؛ فإنّ الله جاعل لك فرجا ومخرجا»