وابن غزيّة سواد استنتلا ... من صفّه ورام أن يعتدلا
نبيّنا فمسّه في كشحه ... وقال إذ آلم مسّ قدحه
أوجعتني نخسا فأعطني القود ... وجدّ في أن كان باشر الجسد
[قصة سواد بن غزية مع الرسول صلى الله عليه وسلم:]
(وابن غزيّة) بالتكبير، البلويّ، حليف بني عدي بن النجار، واسمه (سواد) بفتح السين، وتخفيف الواو، قال في «روض النّهاة» : «وكذا كل سواد في العرب، إلّا عمر بن سوّاد، بتشديد الواو، أحد بني عامر بن لؤي، من شيوخ الحديث، وسواد بن مرّ بن إراشة البلويّ حليف الأنصار، فبضم السين وتخفيف الواو والمذكور في النظم شهد بدرا، وما بعدها، و (استنتلا) أي: تقدم (من صفّه، ورام) أي:
قصد النّبيّ صلى الله عليه وسلم لمّا كان يعدّل الصفوف (أن يعتدلا) والألف للإطلاق، وفاعله يعود على سواد، وقوله:
(نبينا) فاعل رام (فمسّه) أي: مسّ نبيّنا صلى الله عليه وسلم سوادا (في كشحه) : هو ما بين الخاصرة إلى الضلع، (وقال) سواد (إذ آلم) هـ (مسّ قدحه) - بكسر القاف-:
السهم قبل أن يراش وينصل (أوجعتني نخسا) : هو غرز الجنب بعود، ونحوه، وهذا مقول القول (فأعطني القود) أي: القصاص، فأعطاه ذلك، بأن كشف صلى الله عليه وسلم عن بطنه الشريف، (وجدّ) سواد، واجتهد (في أن كان باشر الجسد) أي: جسده صلى الله عليه وسلم، فاعتنقه، وقبّل بطنه.